هناك معايير عديدة تُساعِد أي فتاة على اختيار شريك حياتها، ولا شَكَّ أن الدين، والمحافظة على فروضه، وتَجَنُّب مُنكراتِهِ أمرٌ في غاية الأهميَّةِ، ولكنه - أيضاً - لا يكفي وحده؛ فالتحلي بالأخلاق ولطف المعاملة (وهي من الدين ولا شك) وطيب المعشر.. كل هذه المعايير لها أهمية كبرى.
من المعايير أيضاً: راقبي كيف يتعامل مع أَخَوَاتِهِ البنات؛ هل يكرمهن ويلبي طلباتهن؟ وكيف ينظرن إليه؟ هل هو الأخ الحنون الطَيِّب؟ هذا مؤشرٌ على كيفية تعامله معك في المستقبل؛ هو مؤشر ولا يعطي حُكْماً نِهَائِيّاً!
الاهتمام بالشكل أمر مطلوب أيضاً، ولكنِّي أعرف الكثير من الرجال الذين لا يهتمون بشكلهم لأسباب عديدة؛ ومنها غياب زوجةٍ تهتم بذلك.
على كلٍ, يجب الانتباه؛ لأن قسماً آخر تمتلئ حياتُهُ بالفوضى وقلة النظافة واللامبالاة, ويقاومون أي تغيير في ذلك. ويمكنك معرفة ذلك عبر ملاحظة التغيير الذي يقوم به بالعناية بِشَكْلِهِ بعد إعطائِهِ بعض التَّلمِيحات عن هذا الأمر.
هناك سلاحان فَعَّالان، يمكن أن تستعين بهما المرأة أمام هذا القرار:
الأول: هو السؤال عن الشاب المتقدم, والاستفسار عن أخلاقه وتعامله من أكثر من مصدر وبأكثر من طريقه, ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الكثير من الناس يخفون بعض المعلومات المهمة عندما يعرفون غرض السؤال وهو الزواج, من باب تيسير الزواج! فيجب الحذر.
والسلاح الآخر: هو فترة الخطوبة (أي قبل عقد القَرَان)؛ فهذه الفترة هي فترة اختبارٍ تظْهَر فيها الحسنات والعيوب (ولو بمقدار مُخَفَّفٍ), وتُعطيكِ فرصةً للتفكير والتَّرَاجُع إذا لَزِم الأمر.
من المحذورات التي قد تُعَطِّل الحكم الصحيح تَأَجُّجُ العاطفة والحب, وقولك (غداً يَتَغَيَّر) في أمور مهمة وحيوية, وغير ذلك.
ختاماً: دعيني أُكرِّر التأكيد على ضرورة اللجوء إلى الله - عز وجل - والإلحاح في الطلب بأن يهديكِ ويوفِّقَك ويفتَح عليكِ فتوح العارفين